وهكذا سبيل أمناء الوحي والحجج على الخلق فإنهم لا ينطقون إلا عن الأمر الإلهي.
تعرف حينئذ إن من يتخذه (حجة الزمن) عليه السلام أخا له ويعترف له بالصدق في الأقوال والرشد في الأمر هو فوق مستوى البشر بعد الحجج الأطهار. نعم وجده صاحب الناحية المقدسة ذلك الرجل الناهض للدعوة الآلهية الناشر للمعارف الأحمدية والذاب عن قدس الشريعة المطهرة فأعطاه ذلك الوسام المشعر بالعظمة والتفوق على غيره ممن عاصره.
كتاب الجمل:
وإن من يقرأ كتبه في الإمامة والفقه والحديث يذعن بأنه ذلك المتبرز في البرهنة الصحيحة ودحض معرة الشبه والإلحاد، وليس من البدع إذا كان شيخ الأمة المفيد مستقاها في العلوم ومورد ريها ومحل ثقتها.
أما كتاب (الجمل) فيعطي القارئ صورة واضحة لشيخنا الأعظم من دقة النظر وقوة في الحجاج كما أنه يوقف الباحث على الآراء في الإمامة وما يرتؤنه في هذا الحادث الذي أقلق الفكر وأخذ بمن لم يستضئ بنور الحقيقة إلى مهوى سحيق.
ولقد دلنا هذا الكتاب المفعم بالشواهد التاريخية الصحيحة عند الفريقين على نفسيات الرجال وضعف الأدمغة مع عدم التباعد عن أحاديث الرسول الأقدس في حق وصيه المقدم والخلفاء من ذريته، وأن الخلاف عليه وخيم العاقبة، وهذا بعد التعريف بمواقفه في الإسلام يوم