وهو يقول:
نحن مطيعون جميعا لعلي إذ أنت ساع في الفساد يا شقي إن الغوي تابع أمر الغوي * قد خالفت زوج النبي للنبي وخرجت من بيتها مع من هوي ثم ضرب يده بالسيف فقطعها ووقع لجنبه فرام أصحابه تخليصه وازدحموا عليه فوطؤوه.
وروى الواقدي قال حدثني عبد الله بن الفضيل عن أبيه عن محمد ابن الحنفية قال لما نزلنا البصرة وعسكرنا بها وصففنا صفوفنا دفع أبي علي (ع) إلي باللواء وقال لا تحدثن شيئا حتى يحدث فيكم ثم نام فنالنا نبل القوم فأفزعته ففزع وهو يمسح عينيه من النوم وأصحاب الجمل يصيحون يا لثارات عثمان فبرز (ع) وليس عليه إلا قميص واحد ثم قال تقدم باللواء فتقدمت وقلت يا أبه في مثل هذا اليوم بقميص واحد قال (أحرز امرء أجله) والله قاتلت مع النبي صلى الله عليه وآله وأنا حاسر أكثر مما قاتلت وأنا دارع ثم دنا كل من طلحة والزبير فكلمهما ورجع وهو يقول: يأبى القوم إلا القتال فقاتلوهم فقد بغوا ودعا بدرعه البتراء ولم يلبسها بعد النبي إلا يومئذ فكان بين كتفيه منها متوهيا قال وجاء أمير المؤمنين وفي يده شسع نعل فقال له ابن عباس ما تريد بهذا الشسع يا أمير المؤمنين؟ فقال عليه السلام اربط بها ما قد توهى من هذا الدرع من خلفي فقال له ابن عباس أفي مثل هذا اليوم تلبس مثل هذا؟ فقال (ع) لم؟ قال أخاف عليك قال (ع) لا تخف إن أوتي من ورائي والله يا ابن عباس ما وليت في زحف قط ثم قال له البس يا ابن عباس فلبس درعا سعديا ثم تقدم إلى الميمنة وقال احملوا ثم إلى الميسرة وقال احملوا وجعل يدفع في ظهري ويقول تقدم يا بني فجعلت أتقدم وكانت إياها حتى انهزموا من كل وجه.