غلبة الظن انه ما قاله فكيف حال من تهجم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعمد عليه الكذب وقوله ما لم يقل، وقد قال عليه السلام من روى عني حديثا يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين، فانا لله وانا إليه راجعون ما ذي الا بلية عظيمة وخطر شديد ممن يروى الأباطيل والأحاديث الساقطة المتهم نقلتها بالكذب فحق على المحدث ان يتورع في ما يؤديه وان يسأل أهل المعرفة والورع ليعينوه على ايضاح مروياته ولا سبيل إلى أن يصير العارف الذي يزكى نقلة الاخبار ويجرحهم جهبذا الا بادمان الطلب والفحص عن هذا الشأن وكثرة المذاكرة والسهر والتيقظ والفهم مع التقوى والدين المتين والانصاف والتردد إلى مجالس العلماء والتحري والاتقان والا تفعل:
فدع عنك الكتابة لست منها * ولو سودت وجهك بالمداد قال الله تعالى عز وجل: (فاسئلوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) فأن آنست يا هذا من نفسك فهما وصدقا ودينا وورعا والا فلا تتعن، وان غلب عليك الهوى والعصبية لرأي ولمذهب فبالله لا تتعب، وان عرفت انك مخلط مخبط مهمل لحدود الله فأرحنا منك فبعد قليل ينكشف البهر وينكب الزغل ولا يحيق المكر السيئ الا بأهله، فقد نصحتك فعلم الحديث صلف فأين علم الحديث؟ وأين أهله؟ كدت ان لا أراهم الا في كتاب أو تحت تراب.