مائة دينار وكان لا يدخر مالا ويصدع بالحق وان كان مرا. حدث عنه انس بن مالك وزيد بن وهب وجبير بن نفير والأحنف بن قيس وأبو سالم الجيشاني سفيان بن هانئ وعبد الرحمن بن غنم وسعيد بن المسيب وخلق من قدماء التابعين.
ومناقبه شهيرة، منها قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: ما أظلت الخضراء ولا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر.
وروى همام عن قتادة عن سعيد بن أبي الحسن عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر رضي الله عنه قال إن خليلي صلى الله عليه وآله عهد إلى: أيما ذهب أو فضة أوكى عليه فهو جمر على صاحبه حتى ينفقه في سبيل الله عز وجل.
البابلتي أخبرنا الأوزاعي حدثني مرثد أبو كثير (1) عن أبيه عن أبي ذر أن رجلا اتاه، فقال إن مصدقي عثمان (رضي الله عنه) ازدادوا علينا أتغيب عليهم بقدر ما ازدادوا علينا فقال: لا، وقف مالك وقل: ما كان لكم من حق فخذوه، وما كان باطلا فردوه (2) فما تعدوا عليك جعل في ميزانك يوم القيامة، قال وعلى رأسه فتى من قريش فقال: أما نهاك أمير المؤمنين عن الفتيا؟ فقال: أرقيب أنت على؟
فوالذي نفسي بيده لو وضعتم الا صمصامة على هذه - وأشار إلى قفاه - ثم ظننت اني منفذ كلمة سمتها من رسول الله صلى الله عليه وآله قبل ان تجيزوا على لا نفذتها، قلت، لقوة أبي ذر في الحق ولا خلافه نهى