وهو يقول لصاحبه: هل تعرفني؟ فيقول: ما أعرفك ولكن أرى وجها صبيحا خليفا بكل خير، من أنت يرحمك الله؟ فيقول: أنا من تقر به عينك ويرتاح له قلبك وأنت لذلك أهل، أنا صلاة الجمعة التي اغتسلت لي وتنظفت لي وتجملت وتعطرت لي وتطيبت لي وتمشيت إلى وتوقرت إلى واستمعت خطبتي وصليت. قال: فيأخذ بيده فيرفعه في الدرجات حتى ينتهى به إلى ما قال الله تعالى (فلا تعلم نفس ما أخفى لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون) وذلك منتهى الشرف وغاية الكرامة، فيقول: هذا ثواب لك من ربك الكريم الشكور لما صليت لي بنية وحسبة على السبيل والسنة، فلك عند الله أضعاف هذا المزيد في مقدار كل يوم من أيام الدنيا مع خلود الأبد في جوار الله في داره دار السلام ".
هذا حديث موضوع. وقد أبدع من وضعه وزاد في حد البرودة. وعمر ابن صبح أهل أن ينسب إليه وضعه. قال ابن حبان: كان يضع الحديث على الثقاة، لا يحل كتب حديثه إلا على التعجب. قال يحيى: وبشير بن زاذان ليس بشئ، وقال ابن عدى: ضعيف يحدث عن الضعفاء. ومحمد بن جعفر ليس بشئ.
حديث آخر: أنبأنا ابن ناصر أنبأنا المبارك بن عبد الجبار أنبأنا عبد الباقي ابن أحمد الواعظ أنبأنا محمد بن جعفر بن علان أنبأنا أبو الفتح الأزدي حدثنا محمد بن زكريا الحذاء حدثنا الحسن بن سعيد الصفار حدثنا إبراهيم بن حيان حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن الحسن عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اغتسلوا يوم الجمعة ولو كأس بدينار ".
قال الأزدي: إبراهيم بن دينار هو ابن النحيري ويقال هو من ولد أنس ابن مالك ساقط زائغ لا يحتج بحديثه.