وفي ذلك يقول عبد الرحمن بن الزبير الأسدي:
فإن كنت لا تدرين ما الموت فانظري * إلى هانئ في السوق وابن عقيل إلى بطل قد هشم السيف أنفه * وآخر، يهوي من طمار، قتيل (1) أصابهما ريب الزمان، فأصبحا * أحاديث من يسعى بكل سبيل ترى جسدا قد غير الموت لونه * ونضح دم قد سال كل مسيل ثم بعث عبيد الله برؤوسهما إلى يزيد، وكتب إليه بالنبأ فيهما.
فكتب إليه يزيد: لم نعد الظن بك، وقد فعلت فعل الحازم الجليد، وقد سألت رسوليك عن الأمر، ففرشاه لي، وهما كما ذكرت في النصح، وفضل الرأي، فاستوص بهما.
وقد بلغني أن الحسين بن علي قد فصل من مكة متوجها إلى ما قبلك، فأدرك العيون عليه، وضع الأرصاد على الطرق، وقم أفضل القيام، غير ألا تقاتل إلا من قاتلك، واكتب إلي بالخبر في كل يوم.
وكان أنفذ الرأسين إليه مع هانئ بن أبي حية الهمداني، والزبير بن الأروج التميمي.
وكان قتل مسلم بن عقيل يوم الثلاثاء لثلاث خلون من ذي الحجة سنة ستين (2)، وهي السنة التي مات فيها معاوية.