وحاصله أن المشترك إن استعمل في مفهومين معا فهو الاستخدام، وإن أريد أحدهما مع لمح الآخر باطنا فهو التورية.
ومثال الاستخدام قوله تعالى: (لكل أجل كتاب. يمحو الله ما يشاء ويثبت)، فإن لفظة " كتاب " يراد بها الأمد المحتوم والمكتوب، وقد توسطت بين لفظتين، فاستخدمت أحد مفهوميها، وهو الأمد واستخدمت " يمحو " المفهوم الآخر، وهو المكتوب.
وقوله تعالى: (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل)، فإن الصلاة تحتمل إرادة نفس الصلاة، وتحتمل إرادة موضعها فقوله: (حتى تعلموا) استخدمت إرادة نفس الصلاة، وقوله: (إلا عابري سبيل)، استخدمت إرادة موضعها.