حذف المنادى قوله تعالى: (ألا سجدوا)، على قراءة الكسائي بتخفيف " ألا " على أنها تنبيه و " يا " نداء، والتقدير ألا يا هؤلاء اسجدوا لله. ويجوز أن يكون " يا " تنبيها ولا منادى هناك، وجمع بينهن تأكيدا، لأن الأمر قد يحتاج إلى استعطاف المأمور واستدعاء إقباله على الآمر.
وأما على قراءة الأكثر بالتشديد، فعلى أن أن الناصبة للفعل دخلت عليها لا النافية، والفعل المضارع بعدها منصوب، وحذفت النون علامة النصب، فالفعل هنا معرب، وفي تلك القراءة مبني، فاعرفه.
فائدة [في حذف الياء من المنادى المضاف إلى ياء المتكلم] كثر في القرآن حذف الياء من المنادى المضاف إلى ياء المتكلم، نحو يا رب، يا قوم، وعلل ذلك بأن النداء باب حذف، ألا ترى أنه يحذف منه التنوين وبعض الاسم للترخيم، وجاء فيه إثباتها ساكنة، كقراءة من قرأ: (يا عبادي فاتقون)، ومحركة بالفتح كقراءة من قرأ: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم)، ومنقلبة عن الياء في قوله تعالى:
(أن تقول نفس يا حسرتي).
حذف الشرط (قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة)، أي إن قلت لهم: أقيموا يقيموا.