وتقدير سيبويه أولى، لأن " بلى " ليس جوابا ل " يحسب " إنما هو جواب ل " أن لن نجمع " وقدره بعضهم: بلى نقدر قادرين.
وقيل: منصوب، لوقوعه موقع الفعل، وهو باطل، لأنه ليس من نواصب الاسم وقوعه موقع الفعل.
تنبيه آخر إن الحذف على ضربين: أحدهما ألا يقام شيء مقام المحذوف كما سبق. والثاني: أن يقام مقامه ما يدل عليه، كقوله تعالى: (فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم)، ليس الإبلاغ هو الجواب لتقدمه على قولهم، والتقدير: فإن تولوا فلا ملام على، لأني قد أبلغتكم.
وقوله: (وإن يكذبوك فقد كذبت رسل من قبلك)، فلا تحزن واصبر.
وقوله: (وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين) أي يصيبهم ما أصاب الأولين.
حذف الحرف قال أبو الفتح في " المحتسب ": أخبرنا أبو علي قال: قال أبو بكر بن السراج:
حذف الحرف ليس يقاس، وذلك لأن الحرف نائب عن الفعل بفاعله، ألا تراك إذا قلت:
ما قام زيد، فقد نابت " ما " عن أنفي كما نابت " إلا " عن أستثني، وكما نابت الهمزة وهل عن " أستفهم "، وكما نابت حروف العطف عن أعطف، ونحو ذلك. فلو ذهبت