وقال آخرون: بل معنى ذلك: أنها تلوم على ما فات وتندم. ذكر من قال ذلك:
27532 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، قوله:
بالنفس اللوامة قال: تندم على ما فات وتلوم عليه.
وقال آخرون: بل اللوامة: الفاجرة. ذكر من قال ذلك:
27533 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ولا أقسم بالنفس اللوامة: أي الفاجرة.
وقال آخرون: بل هي المذمومة. ذكر من قال ذلك:
27534 - حدثني علي، قال: ثنا أبو صالح، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس، في قوله: ولا أقسم بالنفس اللوامة يقول: المذمومة.
وهذه الأقوال التي ذكرناها عمن ذكرناها عنه وإن اختلفت بها ألفاظ قائليها، فمتقاربات المعاني، وأشبه القول في ذلك بظاهر التنزيل أنها تلوم صاحبها على الخير والشر، وتندم على ما فات، والقراء كلهم مجمعون على قراءة هذه بفصل لا من أقسم.
وقوله: أيحسب الانسان ألن نجمع عظامه يقول تعالى ذكره: أيظن ابن آدم أن لن نقدر على جمع عظامه بعد تفرقها، بلى قادرين على أعظم من ذلك، أن نسوي بنانه، وهي أصابع يديه ورجليه، فنجعلها شيئا واحدا كخف البعير، أو حافر الحمار، فكان لا يأخذ ما يأكل إلا بفيه كسائر البهائم، ولكنه فرق أصابع يديه يأخذ بها، ويتناول ويقبض إذا شاء ويبسط، فحسن خلقه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
27535 - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن مغيرة، عن أبي الخير بن تميم، عن سعيد بن جبير، قال: قال لي ابن عباس: سل، فقلت: أيحسب الانسان ألن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوي بنانه قال: لو شاء لجعله خفا أو حافرا.
* - حدثني محمد بن سعد، قال: ثني أبي، قال: ثني عمي، قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس، قوله بلى قادرين على أن نسوي بنانه قال: أنا قادر على أن أجعل كفه مجمرة مثل خف البعير.