واختلف أهل التأويل في أصحاب اليمين الذين ذكرهم الله في هذا الموضع، فقال بعضهم: هم أطفال المسلمين. ذكر من قال ذلك:
27492 - حدثني واصل بن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن عثمان، عن زاذان، عن علي رضي الله عنه في هذه الآية: كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين قال: هم الولدان.
* - حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا مؤمل، قال: ثنا سفيان، عن عثمان أبي اليقظان، عن زاذان أبي عمر عن علي رضي الله عنه في قوله كل نفس بما كسبت رهينة إلا أصحاب اليمين قال: أطفال المسلمين.
* - حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن الأعمش، عن عثمان بن عمير أبي اليقظان، عن زاذان أبي عمر، عن علي رضي الله عنه إلا أصحاب اليمين قال:
أولاد المسلمين.
* - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي اليقظان، عن زاذان، عن علي رضي الله عنه إلا أصحاب اليمين قال: هم الولدان.
وقال آخرون: هم الملائكة. ذكر من قال ذلك:
27493 - حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن شريك، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، عن ابن عباس، قال: هم الملائكة.
وإنما قال من قال: أصحاب اليمين في هذا الموضع: هم الولدان وأطفال المسلمين ومن قال: هم الملائكة، لان هؤلاء لم يكن لهم ذنوب، وقالوا: لم يكونوا ليسألوا المجرمين ما سلككم في سقر إلا أنهم لم يقترفوا في الدنيا مآثم، ولو كانوا اقترفوها وعرفوها لم يكونوا ليسألوهم عما سلكهم في سقر، لان كل من دخل من بني آدم ممن بلغ حد التكليف، ولزمه فرض الأمر والنهي، قد علم أن أحدا لا يعاقب إلا على المعصية.
وقوله: في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر يقول: أصحاب اليمين في بساتين يتساءلون عن المجرمين الذين سلكوا في سقر، أي شئ سلككم في سقر؟ قالوا لم نك من المصلين يقول: قال المجرمون لهم: لم نك في الدنيا من المصلين لله ولم نك نطعم المسكين بخلا بما خولهم الله، ومنعا له من حقه. وكنا نخوض مع الخائضين يقول: