ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه، وذلك أنه لا حد فيما دون ولوج الفرج في الفرج، وذلك هو العفو من الله في الدنيا عن عقوبة العبد عليه، والله جل ثناؤه أكرم من أن يعود فيما قد عفا عنه، كما روي عن النبي (ص) واللمم في كلام العرب: المقاربة للشئ، ذكر الفراء أنه سمع العرب تقول: ضربه ما لمم القتل، يريدون ضربا مقاربا للقتل. قال: وسمعت من آخر:
ألم يفعل في معنى: كاد يفعل. القول في تأويل قوله تعالى:
* (الذين يجتنبون كبائر الاثم والفواحش إلا اللمم إن ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى) *.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص) إن ربك يا محمد واسع المغفرة: واسع عفوه للمذنبين الذين لم تبلغ ذنوبهم الفواحش وكبائر الاثم. وإنما أعلم جل ثناؤه بقوله هذا عباده أنه يغفر اللمم بما وصفنا من الذنوب لمن اجتنب كبائر الاثم والفواحش. كما:
25222 - حدثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله: إن ربك واسع المغفرة قد غفر ذلك لهم.
وقوله: هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض يقول تعالى ذكره: ربكم أعلم بالمؤمن منكم من الكافر، والمحسن منكم من المسئ، والمطيع من العاصي، حين ابتدعكم من الأرض، فأحدثكم منها بخلق أبيكم آدم منها، وحين أنتم أجنة في بطون أمهاتكم، يقول: وحين أنتم حمل لم تولدوا منكم، وأنفسكم بعدما، صرتم رجالا ونساء. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأول. ذكر من قال ذلك: