* (ثم قفينا على آثارهم برسلنا وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها فآتينا الذين آمنوا منهم أجرهم وكثير منهم فاسقون) *.
يقول تعالى ذكره: ثم أتبعنا على آثارهم برسلنا الذين أرسلناهم بالبينات على آثار نوح إبراهيم برسلنا، وأتبعنا بعيسى ابن مريم وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه يعني:
الذين اتبعوا عيسى على منهاجه وشريعته رأفة وهو أشد الرحمة ورحمة ورهبانية ابتدعوها يقول: أحدثوها ما كتبناها عليهم يقول: ما افترضنا تلك الرهبانية عليهم إلا ابتغاء رضوان الله يقول: لكنهم ابتدعوها ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها.
واختلف أهل التأويل في الذين لم يرعوا الرهبانية حق رعايتها، فقال بعضهم: هم الذين ابتدعوها، لم يقوموا بها، ولكنهم بدلوا وخالفوا دين الله الذي بعث به عيسى:
فتنصروا وتهودوا.
وقال آخرون: بل هم قوم جاؤوا من بعد الذين ابتدعوها فلم يرعوها حق رعايتها، لأنهم كانوا كفارا ولكنهم قالوا: نفعل كالذي كانوا يفعلون من ذلك أوليا، فهم الذين وصف الله بأنهم لم يرعوها حق رعايتها.
وبنحو الذي قلنا في تأويل هذه الأحرف إلى الموضع الذي ذكرنا أن أهل التأويل فيه مختلفون في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
26078 - [رق حدثني بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة فهاتان من الله، والرهبانية ابتدعها قوم من أنفسهم، ولم تكتب عليهم، ولكن ابتغوا بذلك وأرادوا رضوان الله، فما رعوها حق رعايتها، ذكر لنا أنهم رفضوا النساء، واتخذوا الصوامع.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال: ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة ورهبانية ابتدعوها قال: لم تكتب عليهم، ابتدعوها ابتغاء رضوان الله.