السماءين، قال: هل تدرون ما التي تحتكم؟ قالوا: الله ورسوله أعلم قال: فإنها الأرض، قال: فهل تدرون ما تحتها؟ قالوا له مثل قولهم الأول، قال: فإن تحتها أرضا أخرى، وبينهما مسيرة خمس مئة سنة، حتى عد سبع أرضين، بين كل أرضين مسيرة خمس مئة سنة، ثم قال: والذي نفس محمد بيده، لو دلي أحدكم بحبل إلى الأرض الأخرى لهبط على الله، ثم قرأ هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شئ عليم.
وقوله: وهو بكل شئ عليم يقول تعالى ذكره: وهو بكل شئ ذو علم، لا يخفى عليه شئ، فلا يعزب عنه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر، إلا في كتاب مبين.
وقوله: هو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام يقول تعالى ذكره: هو الذي أنشأ السماوات السبع والأرضين، فدبرهن وما فيهن، ثم استوى على عرشه، فارتفع عليه وعلا.
وقوله: يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها يقول تعالى ذكره مخبرا عن صفته، وأنه لا يخفى عليه خافية من خلقه يعلم ما يلج في الأرض من خلقه. يعني بقوله: يلج: يدخل وما يخرج منها وما ينزل من السماء إلى الأرض من شئ قط وما يعرج فيها فيصعد إليها من الأرض وهو معكم أينما كنتم يقول: وهو شاهد لكم أيها الناس أينما كنتم يعلمكم، ويعلم أعمالكم، ومتقلبكم ومثواكم، وهو على عرشه فوق سماواته السبع والله بما تعملون بصير يقول: والله بأعمالكم التي تعملونها من حسن وسيئ، وطاعة ومعصية، ذو بصر، وهو لها محص، ليجازي المحسن منكم بإحسانه، والمسئ بإساءته يوم تجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون. القول في تأويل قوله تعالى: