22443 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبيد بن سليمان، عن الضحاك إنا خلقناهم من طين لازب واللازب: الطين الجيد.
22444 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قال الله: إنا خلقناهم من طين لازب واللازب: الذي يلزق باليد.
22445 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، في قوله: من طين لازب قال: لازم.
22446 حدثنا عمرو بن عبد الحميد الآملي، قال: ثنا مروان بن معاوية، قال: ثنا جويبر، عن الضحاك، في قوله: من طين لازب قال: هو اللازق.
22447 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
إنا خلقناهم من طين لازب قال: اللازب: الذي يلتصق كأنه غراء، ذلك اللازب.
قوله: بل عجبت ويسخرون اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء الكوفة: بل عجبت ويسخرون بضم التاء من عجبت، بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتخاذهم لي شريكا، وتكذيبهم تنزيلي وهم يسخرون. وقرأ ذلك عامة قراء المدينة والبصرة وبعض قراء الكوفة بل عجبت بفتح التاء بمعنى: بل عجبت أنت يا محمد ويسخرون من هذا القرآن.
والصواب من القول في ذلك أن يقال: إنهما قراءتان مشهورتان في قراء الأمصار، فبأيتهما قرأ القارئ فمصيب.
فإن قال قائل: وكيف يكون مصيبا القارئ بهما مع اختلاف معنييهما؟ قيل: إنهما وإن اختلف معنياهما فكل واحد من معنييه صحيح، قد عجب محمد مما أعطاه الله من الفضل، وسحر منه أهل الشرك بالله، وقد عجب ربنا من عظيم ما قاله المشركون في الله، وسخر المشركون بما قالوه.
فإن قال: أكان التنزيل بإحداهما أو بكلتيهما؟ قيل: التنزيل بكلتيهما، فإن قال:
وكيف يكون تنزيل حرف مرتين؟ قيل: إنه لم ينزل مرتين، إنما أنزل مرة، ولكنه أمر (ص) أن يقرأ بالقراءتين كلتيهما، ولهذا موضع سنستقصي إن شاء الله فيه البيان عنه بما فيه الكفاية.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: