يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): فاستفت يا محمد هؤلاء المشركين الذي ينكرون البعث بعد الممات والنشور بعد البلاء: يقول: فسلهم: أهم أشد خلقا؟ يقول: أخلقهم أشد؟ أم يخلق من عددنا خلقه من الملائكة والشياطين والسماوات والأرض؟.
وذكر أن ذلك في قراءة عبد الله بن مسعود: أهم أشد خلقا أم من عددنا؟. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
22436 حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال: ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد أهم أشد خلقا أم من خلقنا؟ قال: السماوات والأرض والجبال.
22437 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبيد بن سليمان، عن الضحاك أنه قرأ: أهم أشد خلقا أم من عددنا؟. وفي قراءة عبد الله بن مسعود عددنا يقول: رب السماوات والأرض وما بينهما ورب المشارق يقول: أهم أشد خلقا، أم السماوات والأرض؟ يقول: السماوات والأرض أشد خلقا منهم.
22438 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة فاستفتهم أهم أشد خلقا أم من عددنا من خلق السماوات والأرض، قال الله: لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس... الآية.
22439 حدثنا محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن المفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي فاستفتهم أهم أشد خلقا قال يعني المشركين، سلهم أهم أشد خلقا أم من خلقنا.
وقوله: إنا خلقناهم من طين لازب يقول: إنا خلقناهم من طين لاصق. وإنما وصفه جل ثناؤه باللزوب، لأنه تراب مخلوط بماء، وكذلك خلق ابن آدم من تراب وماء ونار وهواء والتراب إذا خلط بماء صار طينا لازبا، والعرب تبدل أحيانا هذه الباء ميما، فتقول: طين لازم ومنه قول النجاشي الحارثي:
بنى اللؤم بيتا فاستقرت عماده * عليكم بني النجار ضربة لازم