23115 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق يعني: القرآن.
وقوله: فاعبد الله مخلصا له الدين يقول تعالى ذكره: فاخشع لله يا محمد بالطاعة، وأخلص له الألوهة، وأفرده بالعبادة، ولا تجعل له في عبادتك إياه شريكا، كما فعلت عبدة الأوثان. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23116 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يعقوب، عن حفص، عن شمر، قال: يؤتي بالرجل يوم القيامة للحساب وفي صحيفته أمثال الجبال من الحسنات، فيقول رب العزة عز وجل: صليت يوم كذا وكذا، ليقال: صلى فلان أنا الله لا إله إلا أنا، لي الدين الخالص. صمت يوم كذا وكذا، ليقال: صام فلان أنا الله لا آله إلا أنا لي الدين الخالص، تصدقت يوم كذا وكذا، ليقال: تصدق فلان أنا الله لا إله إلا أنا لي الدين الخالص فما يزال يمحو شيئا بعد شئ حتى تبقى صحيفته ما حدثنا محمد، قال: فيها شئ، فيقول ملكاه: يا فلان، الغير الله كنت تعمل 23117 حدثنا أحمد، قال: ثنا أسباط، عن السدي، أما قوله:
مخلصا له الدين فالتوحيد، والدين منصوب بوقوع مخلصا عليه.
وقوله: ألا لله الدين الخالص يقول تعالى ذكره: ألا لله العبادة والطاعة وحده لا شريك له، خالصة لا شرك لاحد معه فيها، فلا ينبغي ذلك لاحد، لان كل ما دونه ملكه، وعلى المملوك طاعة مالكه لا من لا يملك منه شيئا. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
23118 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة ألا لله الدين الخالص شهادة أن لا إله إلا الله.
وقوله: والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى يقول تعالى ذكره: والذين اتخذوا من دون الله أولياء يتولونهم، ويعبدونهم من دون الله، يقولون لهم: ما نعبدكم أيها الآلهة إلا لتقربونا إلى الله زلفى، قربة ومنزلة، وتشفعوا لنا عنده في حاجاتنا وهي فيما ذكر في قراءة أبي: ما نعبدكم، وفي قراءة عبد الله: قالوا ما نعبدهم وإنما حسن ذلك لان الحكاية إذا كانت بالقول مضمرا كان أو ظاهرا، جعل الغائب أحيانا كالمخاطب، ويترك أخرى كالغائب، وقد بينت ذلك في موضعه فيما مضى.