أمك بعد ما صرت في أيدي آل فرعون، كيما تقر عينها بسلامتك ونجاتك من القتل والغرق في اليم، وكيلا حدثنا ابن حميد، تحزن عليك من الخوف من فرعون عليك أن يقتلك، كما 18187 - حدثنا ابن قال: ثنا سلمة، عن ابن إسحاق، قال: لما قالت أخت موسى لهم ما قالت، قالوا: هات، فأتت أمه فأخبرتها، فانطلقت معها حتى أتتهم، فناولوها إياه فلما وضعته في حجرها أخذ ثديها، وسروا بذلك منه، ورده الله إلى أمه كي تقر عينها، ولا تحزن، فبلغ لطف الله لها وله، أن رد عليها ولدها وعطف عليها نفع فرعون وأهل بيته مع الآمنة من القتل الذي يتخوف على غيره، فكأنهم كانوا من أهل بيت فرعون في الأمان والسعة، فكان على فرش فرعون وسرره.
وقوله: وقتلت نفسا يعني جل ثناؤه بذلك: قتله القبطي الذي قتله حين استغاثه عليه الإسرائيلي، فوكزه موسى. وقوله: فنجيناك من الغم يقول تعالى ذكره: فنجيناك من غمك بقتلك النفس التي قتلت، إذ أرادوا أن يقتلوك بها فخلصناك منهم، حتى هربت إلى أهل مدين، فلم يصلوا إلى قتلك وقودك به. وكان قتله إياه فيما ذكر خطأ، كما:
18188 - حدثني واصل بن عبد الأعلى، قال: ثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن سالم، عن عبد الله بن عمر، قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: إنما قتل موسى الذي قتل من آل فرعون خطأ، فقال الله له: وقتلت نفسا فنجيناك من الغم وفتناك فتونا.
18189 - حدثني زكريا بن يحيى بن أبي زائدة، ومحمد بن عمرو، قالا: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى وحدثني الحارث، قال ثنا الحسن، قال: ثنا ورقاء، جميعا عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد فنجيناك من الغم قال: من قتل النفس.
18190 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة فنجيناك من الغم النفس التي قتل.
واختلف أهل التأويل في تأويل قوله وفتناك فتونا فقال بعضهم: ابتليناك ابتلاء واختبرناك اختبارا. ذكر من قال ذلك:
18191 - حدثني علي، قال: ثنا عبد الله، قال: ثني معاوية عن علي، عن ابن عباس، قوله: وفتناك فتونا يقول: اختبرناك اختبارا.