وإن أتاك نعي فاندبن أبا * قد كاد يضطلع الأعداء والخطبا وقال: يكون المعنى: قد اضطلع الأعداء، وإلا لم يكن مدحا إذا أراد كاد ولم يرد يفعل.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: إن الساعة آتية أكاد، قال: وانتهى الخبر عند قوله أكاد لان معناه: أكاد أن آتي بها قال: ثم ابتدأ فقال: ولكني أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى.
قال: وذلك نظير قول ابن ضابئ:
هممت ولم أفعل وكدت وليتني * تركت على عثمان تبكي أقاربه فقال: كدت، ومعناه: كدت أفعل.
وقال آخرون: معنى أخفيها: أظهرها، وقالوا: الاخفاء والاسرار قد توجههما العرب إلى معنى الاظهار، واستشهد بعضهم لقيله ذلك ببيت الفرزدق:
فلما رأى الحجاج جرد سيفه * أسر الحروري الذي كان أضمرا وقال: عنى بقوله: أسر: أظهر. قال: وقد يجوز أن يكون معنى قوله: وأسروا الندامة وأظهروها. قال: وذلك أنهم قالوا: يا ليتنا نرد ولا نكذب بآيات ربنا.
وقال جميع هؤلاء الذين حكينا قولهم جائز أن يكون قول من قال: معنى ذلك: أكاد أخفيها