الرجل للرجل: خلفت حاجتي خلف ظهرك، فاتخذتموه وراءكم ظهريا: استخففتم بأمره، فإذا أراد الرجل قضاء حاجة صاحبه جعلها أمامه بين يديه ولم يستخف بها.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد، في قوله:
واتخذتموه وراءكم ظهريا قال: الظهري الفضل، مثل الجمال يخرج معه بإبل ظهارية فضل لا يحمل عليها شيئا إلا أن يحتاج إليها، قال: فيقول: إنما ربكم عندكم مثل هذا إن احتجتم إليه، وإن لم تحتاجوا إليه فليس بشئ.
وقال آخرون: معنى ذلك: واتخذتم ما جاء به شعيب وراءكم ظهريا، فالهاء في قوله: واتخذتموه على هذا من ذكر ما جاء به شعيب عليه السلام. ذكر من قال ذلك:
حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا ابن نمير، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: واتخذتموه وراءكم ظهريا قال: تركتم ما جاء به شعيب.
قال: ثنا جعفر بن عون، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد، قال: نبذوا أمره.
حدثني الحارث، قال: ثنا عبد العزيز، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد:
واتخذتموه وراءكم ظهريا قال: نبذتم أمره.
حدثنا محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: واتخذتموه وراءكم ظهريا قال: هم رهط شعيب تركهم ما جاء به وراء ظهورهم ظهريا.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد. قال: وحدثنا إسحاق، قال: ثنا عبد الله، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: واتخذتموه وراءكم ظهريا قال: استثناؤهم رهط شعيب، وتركهم ما جاء به شعيب وراء ظهورهم ظهريا.
وإنما اخترنا القول الذي اخترناه في تأويل ذلك لقرب قوله: واتخذتموه وراءكم ظهريا من قوله: أرهطي أعز عليكم من الله فكانت الهاء في قوله واتخذتموه بأن تكون من ذكر الله لقرب جوارها منه أشبه وأولى.