وبينكم، بالمحق منا من المبطل والرشيد منا في فعله وقوله من السفيه، وقد رضينا به حكما بيننا.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال جماعة أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
10219 - حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله تعالى: أي شئ أكبر شهادة قال: أمر محمد أن يسأل قريشا، ثم أمر أن يخبرهم فيقول: الله شهيد بيني وبينكم.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، نحوه.
القول في تأويل قوله تعالى: وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ.
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): قل لهؤلاء المشركين الذين يكذبونك: الله شهيد بيني وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به عقابه، وأنذر به من بلغه من سائر الناس غيركم، إن لم ينته إلى العمل بما فيه وتحليل حلاله وتحريم حرامه والايمان بجميعه، نزول نقمة الله به.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
10220 - حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: أي شئ أكبر شهادة قل الله شهيد بيني وبينكم وأحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ ذكر لنا أن نبي الله (ص) كان يقول: يا أيها الناس بلغوا ولو آية من كتاب الله، فإنه من بلغه آية من كتاب الله فقد بلغه أمر الله، أخذه، أو تركه.
حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، في قوله: لأنذركم به ومن بلغ أن النبي (ص) قال: بلغوا عن الله، فمن بلغه آية من كتاب الله، فقد بلغه أمر الله.
10221 - حدثنا هناد، قال: ثنا وكيع، وحدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب القرظي: لأنذركم به ومن بلغ قال: من بلغه القرآن فكأنما رأى النبي (ص). ثم قرأ: ومن بلغ أئنكم لتشهدون.