مشهد الحائر لمولانا الحسين صلوات الله عليه لبضع بقين من جمادي فزاره صلوات الله عليه وتصديق وأعطى الناس على اختلاف طبقاتهم، وجعل في الصندوق دراهم ففرقت على العلويين فأصاب كل واحد منهم اثنان وثلاثون درهما وكان عددهم ألفين ومأتي اسم، ووهب العوام والمجاورين عشرة آلاف درهم، وفرق على أهل المشهدين من الدقيق والتمر مائة ألف رطل ومن الثياب خمس مائة قطعة، وأعطى الناظر عليهم ألف درهم، وخرج وتوجه إلى الكوفة لخمس بقين من جمادى المؤرخ ودخلها وتوجه إلى المشهد الغروي يوم الاثنين ثاني يوم وروده، وزار الحرم الشريف وطرح في الصندوق دراهم فأصاب كل واحد منهم أحد وعشرين درهما، وكان عدد العلويين ألف وسبعمائة اسما وفرق على المجاورين وغيرهم خمسائة الف درهم، وعلى المترددين خمسمائة الف درهم وعلى الناحة الف درهم، وعلى الفقراء والفقهاء ثلاثة آلاف درهم، وعلى المرتبين من الخازن والنواب على يد أبي الحسن العلوي، وأبي القاسم بن أبي عابد، وأبي بكر بن سيار رحمه الله خمسمائة درهم وصلى الله على محمد النبي وآله الطاهرين.
وتجد ذكر ذلك أيضا في " الكامل " لابن الأثير ج 8 ص 334 وقد كانت هذه الزيارة بعد سنة التعمير المذكورة فقد قال ابن عنبة في " عمدة الطالب " ص 44 من طبعة لكهنو ما لفظه: "... إلى ان كان زمن عضد الدولة فناخسرو ابن بويه الديلمي فعمره عمارة عظيمة، واخرج على ذلك أموالا جزيلة وعين له أو قافا إلخ ".
افترى ان مثل هذا السلطان العظيم والسياسي المحنك، والداهية الدهماء والمفكر الكبير، يوقف الأملاك الكثيرة، ويحبس المنافع الواسعة، ويصرف في سبيل التعمير والتشييد المبالغ الطائلة، ويعين للفقهاء والعلماء الرواتب ويطلق الصلات للمحتاجين من مجاوري هذا المشهد، كل ذلك بدون تعيين متول أو وكيل أو خازن أو خادم للمشهد يقوم بلوازمه؟ كلا لا شك ان ذلك كله قد كان باشراف رجل مسؤول عن كل شيء والغالب على الظن انه شهريار القمي جد هذه الأسرة الجليلة العريقة في العلم والتقى وخدمة المشهد وخزانته، ويؤكد لنا ذلك تشرف عضد