فلم قال: (أو كصيب) وأو لا تكون إلا للشك وإن كان مثلهم واحدا منهما فما وجه ذكر الآخر بأو وهي موضوعه للشك من المخبر عما أخبر به؟ قيل: إن (أو) قد تستعمل بمعنى الواو كما تستعمل للشك بحسب ما يدل عليه سياق الكلام قال توبة بن الحمير:
وقد زعمت ليلى باني فاجر * لنفسي تقاها أو عليها فجورها ومعلوم أن توبة لم يقل ذلك على وجه الشك وإنما وضعها موضع الواو وقال جرير:
نال الخلافة أو كانت له قدرا * كما أتى ربه موسى على قدر ومثله كثير قال الزجاج: معنى (أو) في الآية التخيير كأنه قال: إنكم مخيرون بان تمثلوا المنافقين تارة بموقد النار وتارة بمن حصل في المطر يقال:
جالس الحسن أو ابن سيرين أي: أنت مخير في مجالسة من شئت منهما والرعد: قال قوم: هو ملك موكل بالسحاب يسبح روي ذلك عن مجاهد وابن عباس وأبي صالح وهو المروي عن أئمتنا (عليهم السلام) وقال قوم:
هو ريح يختنق تحت السماء رواه أبو خالد عن ابن عباس وقال قوم: هو اصطكاك اجرام السحاب فمن قال إنه ملك قدر فيه صوته كأنه قال: فيه ظلمات وصوت رعد لأنه روي أنه يزعق به كما يزعق الراعي بغنمه والصيب إذا كان مطرا والرعد إذا كان صوت ملك كان يجب أن يكون الصوت في المطر لأنه قال (فيه) والهاء راجعة إليه والمعلوم خلافه لان الصوت في السحاب والمطر في الجو إلى أن ينزل ويمكن أن يجاب عن ذلك بأن يقال: لا يمتنع أن يحل الصوت المطر حين انفصاله من السحاب ولا مانع يمنع منه ويحتمل أن يكون المراد بفي (مع) كأنه قال: معه ظلمات ورعد وقد بينا جوازه فيما مضى واما البرق فمروي عن علي (عليه السلام) أنه قال: مخاريق الملائكة من حديد تضرب بها السحاب فتنقدح منها النار وروي عن ابن عباس: انه سوط من نور يزجر به الملك السحاب وقال قوم: إنه ما رواه أبو خالد عن ابن