انه معروف واشتقاقه من الرحمة على ما بينا قال الشنفري:
ألا ضربت تلك الفتاة هجينها * ألا ضرب الرحمن ربي يمينها وقال سلامة بن جندل الطهوري:
عجلتم عليه قد عجلنا عليكم * وما يشأ الرحمن يعقد ويطلق وحكي عن أبي عبيدة أنه قال: " رحمن: ذو رحمة ورحيم معناه انه راحم وكرر لضرب من التأكيد كما قالوا ندمان ونديم " وإنما قدم اسم الله لأنه الاسم الذي يختص به من يحق له العبادة وذكر بعده الصفة ولاجل ذلك أعرب باعرابه وبدأ بالرحمن لما بينا ان فيه المبالغة. وما روي عن ابن عباس من أنهما اسمان رقيقان أحدهما ارق من الآخر. فالرحمن الرقيق والرحيم العطاف على عباده بالرزق محمول على أنه يعود عليهم بالفضل بعد الفضل وبالنعمة بعد النعمة لأنه تعالى لا يوصف برقة القلب. ودلت هذه الآية على التوحيد لان وصفه بالرحمن يقتضي مبالغة في الوصف بالرحمة على وجه يعم جميع الخلق وذلك لا يقدر عليها غير الله القادر لنفسه وذلك لا يكون إلا واحدا ولان وصفه بالإلهية يفيد انه تحق له العبادة وذلك لا يكون إلا للقادر للنفس وهي تدل على العدل لان وصفه بالرحمة التي وسعت كل شئ، يعم كل محتاج إلى الرحمة من مؤمن وكافر وطفل وبالغ من كل حي، وذلك يبطل قول المجبرة الذين قالوا ليس لله على الكافر نعمة ولأنها صفة مدح تنافي وصفه بأنه يخلق الكفر في الكافر ثم يعذبه عليه لان هذا صفة ذم.
الحمد لله رب العالمين الاعراب - اجمع القراء على ضم الدال من الحمد وكسر اللام الأولى من لله وكان يجوز أن يفتح الدال مع كسر اللام ويكسر الدال واللام (1) نكن لم يقرأ به إلا أهل البوادي ومن نصب فعلى المصدر ومن كسرهما اتبع كسرة الدال كسرة