والثاني: - أن يكون موضعه نصبا على الحال من آل فرعون والعامل فيه نجيناكم " يسومونكم سوء العذاب " كان بذبح الأبناء واستحياء النساء وقيل:
باستعمالهم في الاعمال الشاقة واستحياء النساء كان بان يستبقين وقيل إنه كان يفتش احياء النساء عما يلدن، وقيل: انهم كانوا يستحيون ان يلجوا على النساء في بيوتهن إذا انفردن عن الرجال صيانة لهم فعلى هذا يكون انعاما عليهن وهذا بعيد من من أقوال المفسرين والسبب في أن فرعون كان يذبح الأبناء ويستحيي النساء ما ذكره السدي وغيره، أن فرعون رأى في منامه نارا أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقت القبط وتركت بني إسرائيل، وأخرجت مصر فدعى السحرة والكهنة والقافة فسألهم عن رؤياه فقالوا: يخرج من هذا البلد الذي جاء بنو إسرائيل منه - يعنون بيت المقدس - رجل يكون على يده هلاك مصر فامر بني إسرائيل الا يولد لهم غلام إلا ذبحوه ولا جاريه الا تركت وليس في الآية دلالة على سقوط القود عمن قتل غيره مكرها ولا القود على المكره ولا إن كان مختارا غير مكره فالقود عليه لأنه لم يجر لذلك ذكر: فان قيل إذا كانوا نجوهم والله أنجاهم ما المنكر أن يكون العاصي هو الذي عصى الله والله خلق معصيته؟
قيل: لا يجب ذلك الا ترى انه يقال قد ينجيني زيد فانجو وان لم يكن فعل بلا خلاف وكذلك إذا استنقذنا النبي " ص " من الضلالة فخلصنا لا يجب أن يكون من فعل فعلنا واخبار الله اليهود بهذه القصة على لسان رسوله من دلائل نبوته، لان منشأه معروف وبعده عن مخالطة الكتابيين معلوم قوله تعالى:
وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون (50) - آية موضع إذا نصب كما تقدم وهو عطف على ما مضى فكأنه قال: وإذ كروا إذ فرقنا بكم البحر: وذلك من جملة نعم الله تعالى التي عددها عليهم مما فعله