قوله تعالى وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون آية قرأ ابن عامر وأهل الكوفة بتحقيق الهمزتين وكذلك كل همزتين مختلفتين من كلمتين الباقون بتخفيف الأولى وتليين الثانية المعنى:
المعني بهذه الآية هم الذين وصفهم تعالى بأنهم يقولون: " آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين " والمعنى إذا قيل لهم آمنوا بمحمد صلى الله عليه وآله وبما جاء من عند الله كما آمن به الناس يعني المؤمنين حقا لان الألف واللام ليسا فيه للاستغراق بل دخلا للعهد فكأنه قيل: آمنوا كما آمن الناس الذين تعرفونهم باليقين والتصديق بالله ونبيه - صلى عليه وآله - وبما جاء به من عند الله والألف في قوله: (أنؤمن) ألف إنكار وأصلها الاستفهام ومثله (أتطعم من لو يشاء الله أطعمه) (1) وكقول القائل: أأضيع ديني وأثلم مروءتي؟
وكل هذا جواب لكن قد وضع السؤال فيه وضعا فاسدا لوصفهم ان الذين دعوا إليهم سفهاء وموضع (إذا) نصب وتقديره: قالوا إذا قيل لهم ذلك أنؤمن فالعامل فيه قالوا والسفهاء جميع سفيه مثل: علماء وعليم وحكماء وحكيم والسفيه: الضعيف الرأي الجاهل القليل المعرفة بمواضع المنافع والمضار ولذلك سمى الله الصبيان سفهاء بقوله: (لا تؤتوا السفهاء أموالكم) (2) فقال عامه أهل التأويل هم النساء والصبيان لضعف آرائهم وأصل السفه: خفة الحلم وكثرة الجهل يقال: ثوب سفيه إذا