" ادخر شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ". وقد يعاقبه الله لكن عقابا غير دائم لأنه يستحق الثواب.
قال الشيخ الصدوق في كتابه " الاعتقادات " ما لفظه:
" ان اعتقادنا في الوعد والوعيد ان من واعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه، ومن واعده على عمل عقابا فهو بالخيار إن عذبه فبعدله وان عفا عنه فبفضله وما ربك بظلام للعبيد. وقال الله تعالى: ان الله لا يغفر ان يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. والله أعلم ".
وروى الكليني في " الكافي " عن الامام محمد الباقر عليه السلام في تفسير قوله تعالى: (عسى الله أن يتوب عليهم). انه عليه السلام قال: أولئك قوم مؤمنون يحدثون في ايمانهم من الذنوب التي يعيبها المؤمنون ويكرهونها.
وفي (تفسير العياشي) عن الباقر عليه السلام أيضا قال: عسى من الله واجب وانما نزلت في شيعتنا المذنبين. ونقله عنهما أيضا الصافي في تفسيره ص 198 من طبعة طهران سنة 1311 ه.
إلى غير ذلك مما ورد في هذا الباب في الكتاب والسنة أفترى ان شيخ الطائفة مع عظيم مكانته في العلوم الاسلامية يغفل عن هذا أو يضرب به عرض الجدار ويقول بالوعيد أولا ثم يرجع، حاشا وكلا وانما نسب ذلك اليه أعداؤه وأدخله في ترجمته أبناء العامة الذين ذهب معظمهم إلى تلك الأقوال والآراء، ولم يكن للشيخ في ذلك رأي ولا قول.
ويدل على عدم صحة ذلك قول السبكي في (طبقات الشافعية الكبرى) في ترجمته للشيخ كما سيأتي أنه شافعي، فهل يحتمل ذلك في حق هذا الحبر الكبير الذي هو امام الفرقة الاثني عشرية بعد أئمتهم المعصومين عليهم السلام؟ وهذه كتبه الجليلة الدالة على بلوغه أقصى درجات الاجتهاد، ومن هذا يظهر لنا أن العلامة الحلي نقل ذلك فيه عن مثل هذا المؤلف.
(2) - الاجماع في نظر شيخ الطائفة ليس على المعنى الحقيقي المصطلح عند