معاندين. وقال أبو علي: لا يجوز على جماعتهم ان يكتموا ما علموا مع كثرة عدوهم، واختلاف هممهم، لأنه خلاف العادة، ولكن يجوز على الجمع الكثير ان يتواطوا على الكتمان، ولذلك قال: " فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله ".
وقوله: " مصدق لما معهم " يحتمل أمرين: أحدهما - مصدق لما معهم، لأنه جاء على الصفة التي تقدمت بها البشارة. والثاني - انه مصدق بالتوراة انها حق من عند الله - والأول أحسن، - لان فيه حجة عليهم، وعبرة لهم. وقال الحسن:
" مصدق لما معهم " من التوراة، والإنجيل. وقال غيره: يصدق بالتوراة، لان الاخبار هاهنا عن اليهود دون النصارى. وإنما قال: " نبذ فريق منهم من الذين أوتو الكتاب " ولم يقل منهم، إذ تقدم ذكرهم، لاحد أمرين:
أحدهما - انه لما أريد علماء أهل الكتاب، أعيد ذكرهم لاختلاف المعنى - على قول البلخي.
والثاني - انه للبيان. وكان يجوز النصب في مصدق، لان كتابا قد وصف، لأنه من عند الله - على ما قاله الزجاج وقوله: " كأنهم لا يعلمون " فمعناه انهم يعلمون وكأنهم لكفرهم وكتمانهم لا يعلمون.
قوله تعالى:
" واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق