المتأخرون فاخذوها عنهم إرسال المسلمات ومروا بها كراما.
أقول: هذه النسبة غير صحيحة فليس الشيخ الطوسي الجد الأمي بغير واسطة لابن طاووس، ولا لابن إدريس، فقد صرح السيد رضي الدين علي بن طاووس في كثير من تصانيفه ومنها (الاقبال) في دعاء أول يوم من شهر رمضان في ص 334 من طبعة تبريز بأن الشيخ الطوسي جده والده - السيد الشريف أبي إبراهيم موسى بن جعفر - من قبل أمه، والشيخ أبا علي خاله كذلك لكن ليس مراده الجد والخال أيضا بلا واسطة بأن تكون والدة أبيه الشريف موسى ابنة الشيخ الطوسي كما استظهره شيخنا الحجة الميرزا حسين النوري في " مستدرك الوسائل " ج 3 ص 471، لأن السيد ابن طاووس ولد في سنة 589 ه وكان والده حيا إلى ان بلغ السيد من العمر حدا كان قابلا فيه لقراءة كتاب " المقنعة " للشيخ المفيد و (الأمالي) للشيخ الطوسي وغير ذلك من الكتب عليه كما صرح به في تصانيفه، فتكون حياة والده تقريبا إلى حدود سنة 610 ه، وأما ولادته فلم تعلم تحقيقا لكن الظاهر أنه لم يكن من المعمرين المناهزين للثمانين أو التسعين وإلا لكان قابلا للذكر وكان يصرح به ولده ولو بالمناسبة في موضع من تصانيفه الكثيرة، ولو فرض بلوغه الثمانين لكانت ولادته في حدود سنة 530 ه وكانت وفاة الشيخ الطوسي سنة 460 ه فلو فرضت له بنت صغيرة في التاريخ لم تكن تلد بعد الخمسين من عمرها ولهذا فلا تكون بنت الشيخ أم السيد موسى لبعد ذلك ولامتناعه عادة وان كان ممكنا عقلا بان كانت البنت آخر ولد الشيخ وكان السيد موسى آخر ما ولدت البنت وقد عمر نيفا ومائة سنة، لكن ذلك ليس على مجاري القاعدة فلعل بنت الشيخ كانت والدة أم السيد موسى، وكان الشيخ جد أم السيد موسى، ويصح أن يطلق الجد والخال على جد الأم وخالها، ولو كانت والدة أم السيد موسى بنت ابن الشيخ وهو الشيخ أبو علي فيكون هو جده لأمه لا خاله كما صرح به السيد ابن طاووس نفسه، هذا ما نعتقده في الموضوع والظاهر أنه حقيقة المطلب.
وكذا الحال في الشيخ المحقق محمد بن إدريس الحلي الذي قيل: أن أمه بنت