لما قال جمال بني أقيش قال يقعقع ومعناه جمل يقعقع خلف رجليه ونظير ذلك كثيرا جدا قوله تعالى:
غير المغضوب عليهم ولا الضالين الاعراب:
أجمع المفسرون والقراء على جر (غير) لأنها نعت للذين وإنما جاز أن تكون نعتا للذين والذين معرفة وغير نكرة لان الذين بصلتها ليست بالمعرفة كالأسماء المعية التي هي أعلام كزيد وعمرو وإنما هي كالنكرات إذا عرفت كالرجل والبعير فلما كانت الذين كذلك كانت صفتها كذلك أيضا وجاز أن تكون نعتا للذين كما يقال لا أجلس إلا إلى العالم غير الجاهل ولو كانت بمنزلة الاعلام لما جاز كما لم يجز في قولهم: مررت بزيد غير الظريف فلا يجرها على أنها نعت وان نصبتها في مثل هذا جاز على الحال ويحتمل أيضا أن تكون مجرورة لتكرير العامل الذي خفض الذين فكأنك قلت: صراط الذين أنعمت عليهم صراط غير المغضوب عليهم ويتقارب معناهما لان الذين أنعمت عليهم هم الذين لم يغضب عليهم وقرئ في الشواذ غير المغضوب عليهم بالنصب ووجهها أن تكون صفة للهاء والميم اللتين في عليهم العائدة على الذين لأنها وان خفضت بعلى فهي موضع نصب بوقوع الانعام عليها ويجوز أن يكون نصبا على الحال وقال الأخفش والزجاج: انها نصب على وجه الاستثناء من معاني صفة الذين أنعمت عليهم وتقديره: إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم إلا المغضوب عليهم الذين لم تنعم عليهم في أديانهم فلا تجعلنا منهم ويكون استثناء من غير جنس كما قال النابغة للذبياني:
وقفت فيها أصيلا لا أسائلها (1) * أعيت جوابا وما بالربع من أحد