(وهدى) في موضع خفض بعلى ومعنى (على هدى): أي على حق وخير بهداية الله إياهم ودعائه إلى ما قالوا به ومن قال: هم على نور واستقامة أو بيان ورشد فهو داخل تحت ما قلنا والأولى أن يكون ذلك عاما فيمن تقدم ذكره في الآيتين ومن خص ذلك فقد ترك الظاهر لان فيهم من خصها بالمعنيين في الآية الأولى وفيهم من خصها بالمذكورين في الآية الثانية وقد بينا أن الجمع محمول على العموم وحملها على العموم في الفريقين محكي عن ابن عباس وابن مسعود (والمفلحون) هم المنجحون الذين أدركوا ما طلبوا من عند الله بأعمالهم وإيمانهم والفلاح: النجاح قال الشاعر:
اعقلي إن كنت لما تعقلي * ولقد أفلح من كان عقل يعتي من ظفر بحاجته وأصاب خيرا وتقول أفلح يفلح إفلاحا وتقول فلح يفلح فلاحا وفلاحا والفلاح البقاء أيضا قال لبيد نحل بلادا كلها حل قبلنا * ونرجو فلاحا (1) بعد عاد وحمير يعني البقاء وأصل الفلح القطع فكأنه قطع لهم بالخير ومنه قيل للاكار فلاحا لأنه يشق الأرض والفلاح المكاري لأنه يقطع الأرض قال الشاعر:
إن الحديد بالحديد يفلح وفى أولئك لغات: فلغة أهل الحجاز: أوليك بالياء وأهل نجد وقيس وربيعة وأسد يقولون: أولئك بهمز وبعض بني سعيد من بني تميم يقولون: الاك مشددة وبعضهم يقول: الالك قال الشاعر:
ألا لك قوم لم يكونوا أشابة (2) * وهل يعظ الضليل إلا ألالكا وهم دخلت للفصل قوله تعالى إن الذين كفروا سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون: آية النزول - نزلت في أبي جهل وفي خمسة من قومه من قادة الأحزاب قتلوا يوم بدر في قول الربيع بن أنس واختاره البلخي والمغربي وقال ابن عباس: نزلت في قوم