أو بأن دله ومكنه، ورسم به رسما فابتدع هو لكل شئ اسما يشاكله ولا بد أن يكون اعلامه له بلغة قد تقدمت المواضعة عليها حتى يفهم بالخطاب المراد به وقال المواضعة لابد ان تستند إلى سمع عند قوم وعند أبي هاشم وأصحابه لا يصح ذلك فأما الذي عرض على الملائكة قال قوم عرضت الأسماء دون المسميات وقال قوم آخرون: عرضت المسميات بها وهو الأقوى لقوله: " ثم عرضهم " وفي قراءة ابن مسعود: ثم عرضهن وفي قراءة أبي: عرضها وقال قوم: إنه عرضهم بعد أن خلق المسميات واحضرها لقوله: أسماء هؤلاء وذلك إشارة إلى الحاضر وقال آخرون: إنه صورهم لقلوب الملائكة ثم عرضهم قبل خلقهم وقيل:
إن قوله إشارة إلى الأسماء التي علمها آدم " وانبئوني " أكثر القراء بهمز: وروي عن الأعمش ترك الهمز فيه، وهي لغة قريش " هؤلاء " لغة قريش ومن جاورهم باثبات الف بين الهاء والواو، ومد الألف والأخيرة وتميم وبكر وعامة بني أسد يقصرون الألف الأخيرة وبعض العرب يسقط الألف الأولى التي بين الهاء والواو ويمد الأخيرة وانشد:
تجلد لا يقل هؤلاء هذا * بكى لما بكى اسفا وعيبا وحقق الهمزة ابن عامر وأهل الكوفة إذا اتفقا من كلمتين وقرأ أبو عمرو وأحمد بن صالح عن قالون بتحقيق الأولى فحذف الثانية وقرأ ورش وقنبل وأبو جعفر وأويس بتحقيق الأولى وتليين الثانية، وقرا ابن كثير إلا قنبلا ونافع إلا ورشا وأحمد بن صالح بسكون الأولى، وتحقيق الثانية في المكسورتين والمضمومتين وفي المفتوحتين بتحقيق الأولى وحذف الثانية قوله تعالى:
قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم آية المعنى:
هذه الآية فيها اخبار من الله تعالى عن ملائكته بالرجوع إليه، والاوبة،