موضع حل فيه قوم فهو دار لهم - وان لم يكن فيه أبنية. وقيل أيضا: إن معنى قوله: " ثم أقررتم وأنتم تشهدون " ان اقرارهم هو الرضاء به، والصبر عليه: كما قال الشاعر:
الست كليبيا إذ سيم خطة * أقر كاقرار الحليلة للبعل وقوله: " وأنتم تشهدون " يحتمل أمرين:
أحدهما - وأنتم تشهدون على أنفسكم بالاقرار.
والثاني - وأنتم تحضرون دماءكم. ويخرجون أنفسكم من دياركم.
وحكي عن ابن عباس أنه قال: ذلك خطاب من الله تعالى لليهود الذين كانوا بين ظهراني مهاجري رسول الله صلى الله عليه وآله أيام هجرته إليهم موبخا لهم على تضييعهم احكام ما في أيديهم من التوراة التي كانوا يقرون بحكمها. فقال الله تعالى لهم: " ثم أقررتم " يعني بذلك أقر أو لكم وسلفكم وأنتم تشهدون على اقرارهم، باخذ الميثاق عليهم بان لا يسفكوا دماءهم، ولا يخرجوا أنفسهم من ديارهم، ويصدقوا بان ذلك حق من ميثاقي عليكم. وقال أبو العالية: ذلك خبر من الله عن أوائلهم. ولكنه اخرج الخبر مخرج المخاطبة عنهم على النحو الذي وصفناه في سائر الآيات. " وأنتم تشهدون " اي وأنتم شهود.
قوله تعالى:
" ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالاثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم اخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب، وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيمة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون " (85) آية بلا خلاف.