والإعانة مطلوبهم منه فناسب تقديم مطلوبه تعالى على مطلوبهم (الثالث) أن العبادة أشد مناسبة لما ينبئ عن الجزاء والاستعانة أقوى اتصالا بطلب الهداية فناسب إيلاء كل ما يناسبه (الرابع) أن المعونة التامة ثمرة العبادة كما يظهر من الحديث القدسي ما يتقرب إلي عبدي بشئ أحب (1) مما افترضت عليه وأنه ليتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت له سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها الحديث (الخامس) أن التخصيص بالعبادة أول ما يحصل به الإسلام وأما التخصيص بالاستعانة فإنما يحصل بعد الرسوخ التام في الدين فهو أحق بالتأخير (السادس) أن العبادة وسيلة إلى حصول الحاجة التي هي المعونة وتقديم الوسيلة على طلب الحاجة أدعى إلى الإجابة (السابع) أن المتكلم لما نسب إلى نفسه العبادة كان في ذلك نوع تبجح واعتداد بما يصدر عنه فعقبه بقوله وإياك نستعين يعني أن العبادة أيضا لا تتم ولا تستتب إلا بمعونتك وتوفيقك وأما تقديم مفعولي العبادة والاستعانة عليهما فلعل
(٢٨٨)