النكتة فيه أمور ثلاثة (الأول) قصرهما عليه سبحانه قصرا حقيقيا أو إضافيا أفراديا (الثاني) تقديم ما هو مقدم في الوجود (الثالث) الايماء إلى أن العابد والمستعين ينبغي أن يكون مطمح نظرهما أولا وبالذات هو الحق سبحانه على وتيرة ما رأيت شيئا إلا رأيت الله قبله ثم منه إلى أنفسهم لا من حيث ذواتها بل من حيث أنها ملاحظة له عز وجل ومنتسبة إليه ثم إلى أعمالهم من العبادة ونحوها لا من حيث صدورها عنهم بل من حيث أنها نسبة شريفة ووصلة لطيفة بينهم وبينه جل شأنه وأما تكرير الضمير فلعل النكتة فيه أمور أربعة (الأول) التنصيص على التخصيص بالاستعانة وإلا لاحتمل تقدر مفعولها مؤخرا فيفوت التنصيص (الثاني) رفع ما يتوهم من أن التخصيص إنما هو بمجموع الأمرين لا بكل واحد منهما (الثالث) الاستلذاذ بالخطاب (الرابع) بسط الكلام مع المحبوب كما في قول موسى على نبينا وعليه السلام هي عصاي أتوكأ عليها الآية والفرق بين الأخيرين جريان الثاني في ضمير الغيبة دون الأول وأما إيثار صيغة المتكلم مع الغير على المتكلم وحده فاعل النكتة فيه أمور أربعة (الأول) الارشاد إلى ملاحظة التمادي دخول الحفظة أو حضار صلاة الجماعة أو جميع حواسه وقواه الظاهرة والباطنة أو جميع ما حوته دائرة الإمكان
(٢٨٩)