جعفر الصادق عليه السام كان في ذلك الوقت كشجرة الطور عند قوله (إني أنا الله) وما أحسن قول الشيخ الشبستري بالفارسية نظما <لغة = فارسية> روا باشد أنا الله از درختي * جرا نبود روا از نيك بختي لغة> (الخامس) أن العبادة لما كان فيها كلفة ومشقة ومن دأب المحب أن يتحمل من المشاق العظيمة في حضور المحبوب ما لا يتحمل عشر عشيرة في غيبته بل لا يحصل له بسبب عز حضوره إلا غاية الابتهاج ونهاية السرور قرن سبحانه العبادة بما يشعر بحضوره ونظره سبحانه إلى العابد ليحصل بذلك تدارك ما فيها من الكلفة وينجبر به ما يلزمها من الشقة ويأتي بها العابد عارية عن الكلال خالية عن الفتور والملال مقرونة (1) بتمام النشاط ونهاية الانبساط (السادس) أن الحمد كما قاله المحققون (2) اظهار مزايا المحمود على الغير فما دام للأغيار وجود في نظر السالك فهو يظهر كمالات المحبوب عليهم ويذكر مزاياه لديهم وأما إذا آل أمره وترقى حاله بسبب ملازمة الأذكار وملاحظة الآثار إلى ارتفاع الأستار واضمحلال جميع الأغيار لم يبق سوى المعبود بالحق والجمال المطلق وعرف حقيقة (قوله تعالى) أينما تولوا فثم وجه الله
(٢٩٣)