أنا الله وإن كان للإحسان والتربية (فأنا رب العالمين) وإن كان للرجاء والطمع في المستقبل (1) (فأنا الرحمن الرحيم) وإن كان للخوف من كمال القدرة والسطوة (فأنا مالك يوم الدين) (إياك نعبد وإياك نستعين) العبادة أعلى مراتب الخضوع والتذلل ولذلك لا يليق بها إلا من هو مول لا على النعم وأعظمها من الوجود والحياة وتوابعها والاستعانة طلب المعونة على الفعل والمراد هنا طلب المعونة في المهمات بأسرها أو في أداء العبادات والقيام بوظائفها من الاخلاص التام وحضور القلب وفي الآية الكريمة أمور خمسة لا بد من بيان النكتة في كل منها (أولها) تقديم العبادة على الاستعانة (وثانيها) تقديم المعمول على العامل (وثالثها) تكرير لفظة إياك (ورابعها) إيثار صيغة المتكلم مع الغير على المتكلم وحده (وخامسها) الالتفات من الغيبة إلى الخطاب فنقول أما تقديم العبادة على الاستعانة فلعل النكتة فيه أمور سبعه (الأول) رعاية توافق الفواصل كلها في متلو الحرف الأخير وهذه النكتة إنما يستقيم على ما هو الأصح من كون البسملة آية من الفاتحة (2) (الثاني) أن العبادة مطلوبه سبحانه من العباد
(٢٨٧)