واتسم بسمة (1) الوجود (كما قال سبحانه) وإن من شئ إلا يسبح بحمده (الثاني) الايذان بحقارة نفسه عن عرض العبادة منفردا وطلب الإعانة مستقلا من دون الانضمام والدخول في جملة جماعة يشار كونه في عرض العبادة على باب العظمة والكبرياء كما هو الدأب في عرض الهدايا علي الملوك ورفع الحوائج إليهم (الثالث) أن في خطابنا له عز وعلا بأن خضوعنا التام واستعانتنا في الهام منحصران فيه سبحانه مع خضوعنا الكامل لا هل الدنيا من الملوك والوزراء ومن يحذو حذوهم جرأة عظيمة وجسارة ظاهرة فعدل في الفعلين عن الافراد إلى الجمع لأنه يمكن أن يقصد حينئذ تغليب الأصفياء الخلص على غيرهم فيحترز بذلك عن الكذب الظاهر والتهور الشنيع (الرابع) أن هنا مسألة فقهية هي أن من باع أمتعة مختلفة صفقة واحدة وكان بعضها معيبا فإن المشتري لا يصح أن يقبل الصحيح ويرد المعيب بل إما يقبل الجميع أو يرد الجميع فكأن العابد أراد أن يحتال لقبول عبادته الناقصة المعيبة ويتوصل إلى نجاح حاجته فأدرج عبادته الناقصة المعيبة في عبادات غيره من الأولياء والمقربين وعرض الجميع صفقة واحدة على حضرة ذي الجود والافضال
(٢٩٠)