عن توجيه وصف المعرفة بما ظاهره التنكير وإضافة اسم الفاعل إلى الظرف لاجرائه مجرى المفعول به توسعا والمراد مالك الأمور كلها في ذلك اليوم وسوغ وصف المعرفة (1) إرادة معنى المضي تنزيلا الحقق الوقوع منزلة أو إرادة الاستمرار الثبوتي وأما قراءة ملك فغنية عن التوحيد لأنها من قبيل كريم البلد والدين الجزاء ومنه قولهم كما تدين تدان وتخصيص يوم الدين بالإضافة مع أنه سبحانه ملك ومالك لك الأشياء في كل الأوقات لتعظيم ذلك اليوم ولأن الملك والملك حاصلين لبعض الناس في هذه النشأة بحسب الظاهر يزولان ويبطلان في ذلك اليوم بطلانا بينا وينفرد جل شأنه بهما انفرادا ظاهر أعلى كل أحد وفي ذكر هذه الصفات بعد اسم الذات الدال على استجماع صفات الكمال إشارة إلى أن من يحمده الناس ويعظمونه إنما يكون حمدهم وتعظيمهم له لأحد أمور أربعة إما لكونه كاملا في ذاته وصفاته وإما لكونه محسنا إليهم ومنعما عليهم وإما لأنهم يرجون الفوز في الاستقبال بجزيل إحسانه وجليل امتنانه وإما لأنهم يخافون من قهره وكمال قدرته وسطوته فكأنه جل وعلا (يقول) يا أيها الناس كنتم تحمدون وتعظمون للكمال الذاتي والصفاتي فإني
(٢٨٦)