قصر الاستعانة على اسمه جل وعلا والله اسم علم شخصي للذات المقدسة الجامعة لصفات الكمال لا اسم لمفهوم واجب الوجود وإلا لم يكن كلمة لا إله إلا الله مفيدة للتوحيد لاحتمال تعدد أفراد ذلك المفهوم في اعتقاد قائلها والمعارضة بأنه لو كان كذلك لم يكن (قل هو الله أحد) مفيدا للتوحيد لجواز كونه علما لأحد أفراد الواجب مع عدهم السورة من الدلائل السمعية على التوحيد مدفوعة بأن الواحدية تستفاد من آخرها وأما صدرها فيفيد الأحدية أعني عدم قبول القسمة بأنحائها (والرحمن الرحيم) صفتان مشبهتان من رحم بالكسر بعد نقله إلى رحم بالضم والرحمن أبلغ لدلالة زيادة المباني على زيادة المعاني وهي هنا (أما باعتبار الكمية) وعليه حملوا ما ورد في الدعاء يا رحمن الدنيا ويا رحيم الآخرة لشمول رحمة الدنيا للمؤمن والكافر واختصاص رحمة الآخرة بالمؤمن (وأما باعتبار الكيفية) وعليه حملوا ما ورد في الدعاء أيضا يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيم الدنيا لجسامة نعم الآخرة بأسرها بخلاف نعم الدنيا فمعنى الرحمن البالغ في الرحمة غايتها فلهذا اختص به سبحانه ولم يطلق على غيره لأنه هو المتفضل حقيقة وأما من عداه فطالب بإحسانه إما ثناء دنيويا أو ثوابا أخر ويا أو إزالة رقة الجنسية أو إزاحة خساسة البخل ثم هو كالواسطة فإن ذات
(٢٨٣)