عند البيهقي من حديث صهيب رفعه أريت دار هجرتكم سخية بين ظهراني حرتين فإما أن تكون هجرا أو يثرب ولم يذكر اليمامة وللترمذي من حديث جرير قال قال رسول الله إن الله تعالى أوحى إلى أي هؤلاء الثلاثة نزلت فذكر الحديث ثم قال استغربه الترمذي وفي ثبوته نظر لأنه مخالف لما في الصحيح من ذكر اليمامة لأن قنسرين من أرض الشام من جهة حلب بخلاف اليمامة فإنها إلى جهة اليمن إلا أن حمل على اختلاف المأخذ فإن الأول جرى على مقتضى الرؤيا التي أريها والثاني يخير بالوحي فيحتمل أن يكون أرى أولا ثم خير ثانيا فاختار المدينة انتهى قوله (هذا حديث غريب) قال الحافظ في تهذيب التهذيب في ترجمة غيلان بن عبد الله العامري ذكره ابن حبان في الثقات وقال روى عن أبي زرعة عن جرير حديثا منكرا وأخرجه الترمذي وقال غريب انتهى (لا نعرفه إلا من حديث الفضل بن موسى تفرد به أبو عامر) كذا في النسخ الموجودة تفرد به أبو عامر والظاهر عندي أن يكون تفرد به أبو عمار وهو كنية الحسين بن حريث وأما أبو عامر فليس هو كنية له ولا لأحد من رواة هذا الحديث قوله (إلا كنت له شفيعا أو شهيدا) تقدم شرحه قريبا قوله (هذا حديث حسن غريب) وأخرجه مسلم وغيره (وصالح بن أبي صالح أخو سهيل بن أبي صالح) أي صالح بن أبي صالح المذكور هو أخو سهيل بن أبي صالح ذكوان السمان ثقة من الخامسة قال في تهذيب التهذيب في ترجمته له في صحيح مسلم حديث واحد في فضل المدينة استغربه الترمذي وحسنه انتهى
(٢٩٣)