الاستكثار فإن خزائنه لا تنفذ وعطاياه لا تفنى وقيل الله أكثر ثوابا وعطاء مما في نفوسكم فأكثروا ما شئتم فإنه تعالى يقابل أدعيتكم بما هو أكثر منها وأجل قوله (وهذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه) وأخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد وأخرج أحمد عن أبي سعيد مرفوعا ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث إما أن يعجل له دعوته وإما أن يدخرها له في الآخرة وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها وصححه الحاكم (باب ) قوله (حدثنا جرير) بن عبد الحميد (عن منصور) بن المعتمر (عن سعد بن عبيدة) السلمي قوله (إذا أخذت) أي أتيت كما في رواية مضجعك بفتح الميم والجيم من ضجع يضجع من باب منع يمنع والمعنى إذا أردت النوم في مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة أي كوضوئك للصلاة فهو منصوب بنزع الخافض (ثم اضطجع) أصله اضتجع من باب الافتعال فقلبت التاء طاء (على شقك) بكسر المعجمة وتشديد القاف أي جانبك (اللهم أسلمت) أي استسلمت وانقدت والمعنى جعلت ذاتي منقادة لك تابعة لحكمك إذ لا قدرة لي على تدبيرها ولا على جلب ما ينفعها إليها ولا دفع ما يضرها عنها (وفوضت أمري إليك) من التفويض وهو تسليم الأمر إلى الله تعالى والمعنى توكلت عليك في أمري كله (وألجأت) أي أسندت (ظهري إليك) أي اعتمدت عليك في أمري كله لتعينني على ما ينفعني لأن من استند إلى شئ تقوى به واستعان به وخصه بالظهر لأن العادة جرت أن الإنسان يعتمد بظهره إلى من يستند إليه (رغبة ورهبة إليك) وفي رواية عند أحمد والنسائي رهبة منك ورغبة إليك أي طمعا في رفدك وثوابك وخوفا من عذابك ومن عقابك قال الطيبي منصوبان على العلة بطريق اللف والنشر أي فوضعت أموري طمعا في ثوابك وألجأت ظهري من المكاره إليك مخافة من عذابك انتهى وقيل مفعول لهما لألجأت وقال القاري إن نصبهما على الحالية أي راغبا وراهبا أو الظرفية أي في حال الطمع والخوف يتنازع فيهما
(١٩)