فضمهما إلى صدره فقال: لا تبكيا فوالله ما يقدران على قتل أبيكما.
وأقبلت أم أيمن حاضنة رسول الله صلى الله عليه وآله فقالت: يا أبا بكر ما أسرع ما أبديتم حسدكم ونفاقكم!
فأمر بها عمر فأخرجت من المسجد، وقال: ما لنا وللنساء؟
وقام بريدة الأسلمي وقال:
يا عمر! أتثب على أخي رسول الله وأبي ولده، وأنت الذي نعرفك في قريش بما نعرفك؟ ألستما اللذين قال لكما رسول الله صلى الله عليه وآله:
" انطلقا إلى علي عليه السلام وسلما عليه بإمرة المؤمنين " فقلتما: أعن أمر الله وأمر رسوله؟ فقال: نعم؟
فقال أبو بكر: قد كان ذلك، ولكن رسول الله صلى الله عليه وآله قال بعد ذلك: لا يجتمع لأهل بيتي الخلافة والنبوة فقال: والله ما قال هذا رسول الله صلى الله عليه وآله، والله لا سكنت في بلدة أنت فيها أمير! فأمر به عمر فضرب وطرد.
ثم قال: قم يا ابن أبي طالب فبايع، فقال عليه السلام: فإن لم أفعل؟ قال:
إذا والله تضرب عنقك! فاحتج عليهم ثلاث مرات، ثم مد يده من غير أن يفتح كفه، فضرب عليها أبو بكر ورضي بذلك منه.
فنادى علي عليه السلام قبل أن يبايع والحبل في عنقه: " يا ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ".
وقيل للزبير: بايع، فأبى فوثب عمر وخالد والمغيرة بن شعبة في أناس، فانتزعوا سيفه فضربوا به الأرض حتى كسروه لببوه. فقال الزبير وعمر على صدره:، يا ابن صهاك! أما والله لو أن سيفي في يدي لحدت عني، فبايع.
قال سلمان: ثم أخذوني فوجأوا عنقي حتى تركوها كالسلعة. ثم أخذوا