فقال عمر بن الخطاب: أسكت يا خالد، فلست من أهل المشورة ولا ممن يقتدى برأيه.
فقال خالد: اسكت يا ابن الخطاب، فإنك تنطق عن لسان غيرك، وأيم الله! لقد علمت قريش أنك من ألأمها حسبا وأدناها منصبا وأخسها قدرا وأخملها ذكرا وأقلهم غناء عن الله ورسوله، وأنك لجبان في الحروب بخيل بالمال لئيم العنصر، ما لك في قريش من فخر ولا في الحروب من ذكر، وإنك في هذا الأمر بمنزلة الشيطان إذ قال للانسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين. فأبلس عمر، وجلس خالد بن سعيد.
ثم قام سلمان الفارسي وقال:
كرديد ونكرديد [وندانيد چه كرديد] أي فعلتم ولم تفعلوا [وما علمتم ما فعلتم] وامتنع من البيعة قبل ذلك حتى وجئ عنقه، فقال: يا أبا بكر! إلى من تسند أمرك إذا نزل بك ما لا تعرفه؟ وإلى من تفزع إذا سئلت عما لا تعلمه؟ وما عذرك في تقدم من هو أولى منك وأقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وأعلم بتأويل كتاب الله عز وجل لو سنة نبيه ومن قدمه النبي صلى الله عليه وآله في حياته وأوصاكم به عند وفاته؟ فنبذتم قوله وتناسيتم وصيته، وأخلفتم الوعد ونقضتم العهد، وحللتم العقد الذي كان عقده عليكم من النفوذ تحت راية أسامة بن زيد، حذرا من مثل ما أتيتموه وتنبيها للأمة على عظيم ما اجترحتموه من مخالفة أمره، فعن قليل يصفو لك الأمر وقد أثقلك الوزر ونقلت إلى قبرك، وحملت معك ما اكتسبت يداك، فلو راجعت الحق من قرب وتلافيت نفسك وتبت إلى الله من عظيم ما اجترمت كان ذلك أقرب إلى نجاتك يوم تفرد في حفرتك ويسلمك ذو ونصرتك، فقد سمعت كما سمعنا