وان لا أكون اعلم أن ما عند الله خير لي من الدنيا والبقاء فيها ولكن منعني من ذلك امر رسول الله (ص) وعهده إلى أخبرني رسول الله (ص) بما الأمة صانعة بعده فلم اك بما صنعوا حين عاينته بأعلم ولا أشد استيقانا منى به قبل ذلك بل انا بقول رسول الله (ص) أشد يقينا منى بما عاينت وشهدت فقلت يا رسول الله فما تعهد إلى إذا كان ذلك قال: إن وجدت أعوانا فانبذ إليهم وجاهدهم وإن لم تجد أعوانا فكف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعوانا وأخبرني ان الأمة ستخذلني وتبايع غيرى وأخبرني انى منه بمنزلة هارون من موسى وان الأمة سيصيرون بعده بمنزلة هارون ومن تبعه والعجل ومن تبعه إذ قال له موسى:
يا هارون ما منعك إذ رايتهم ضلوا الا تتبعن أفعصيت امرى، قال: يا بن أم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي انى خشيت ان تقول فرقت بين بنى إسرائيل ولم ترقب قولي وانما يعنى ان موسى امر هارون حين استخلفه عليهم ان ضلوا فوجد أعوانا ان يجاهدهم وإن لم يجد أعوانا ان يكف يده ويحقن دمه ولا يفرق بينهم وانى خشيت أن يقول ذلك اخى رسول الله (ص) لم فرقت بين الأمة ولم ترقب قولي وقد عهدت إليك انك إن لم تجد أعوانا ان تكف يدك وتحقن دمك ودم أهلك وشيعتك فلما قبض رسول الله (ص) مال الناس إلى أبي بكر فبايعوه وانا مشغول برسول الله (ص) نغسله ثم شغلت بالقرآن فآليت يمينا بالقرآن أن لا ارتدى الا للصلاة حتى اجمعه في كتاب ثم حملت فاطمة واخذت بيد الحسن والحسين عليهم السلام فلم ندع أحدا من اهل بدر وأهل السابقة من المهاجرين والأنصار الا ناشدتهم الله وحقي ودعوتهم إلى نصرتي فلم يستجب من جميع الناس الا أربعة رهط الزبير وسلمان وأبو ذر والمقدار ولم يكن معي أحد من اهل بيتي أصول به ولا أقوى به إلى أن قال (ع) ولو كنت وجدت يوم بويع أخو تيم أربعين رجلا مطيعين لجاهدتهم فاما يوم بويع عمر وعثمان فلا لأني كنت بايعت ومثلي لا ينكث بيعته ويلك يا بن قيس كيف رأيتني صنعت حين قتل عثمان ووجدت أعوانا هل رأيت منى فشلا أو جبنا أو تقصيرا يوم البصرة إلى أن قال (ع): يا بن قيس اما والذي فلق الحبة وبرى النسمة لو وجدت