105 (13) الاحتجاج 279 - روى ان أمير المؤمنين (ع) كان جالسا في بعض مجالسه بعد رجوعه من نهروان فجرى الكلام حتى قيل له: لم لا حاربت أبا بكر وعمر كما حاربت طلحة والزبير ومعاوية؟ فقال علي (ع) ان كنت لم أزل مظلوما مستأثرا على حقي فقام اليه الأشعث بن قيس فقال: يا أمير المؤمنين لم لم تضرب بسيفك، ولم تطلب بحقك؟ فقال: يا أشعث قد قلت قولا فاسمع الجواب وعه، واستشعر الحجة، ان لي أسوة بستة من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين.
أولهم نوح حيث قال: " رب انى مغلوب فانتصر " فان قال قائل: أنه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي أعذر. وثانيهم لوط حيث قال: " لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن شديد " فان قال قائل: أنه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي أعذر. وثالثهم إبراهيم خليل الله حيث قال: " واعتزلكم وما تدعون من دون الله " فان قال قائل: أنه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي أعذر.
ورابعهم موسى (ع) حيث قال: " ففررت منكم لما خفتكم " فان قال قائل: أنه قال هذا لغير خوف فقد كفر والا فالوصي أعذر. وخامسهم أخوه هارون حيث قال:
" يا بن أم ان القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني " فان قال قائل: أنه قال هذا لغير خوف فقد كفر، والا فالوصي أعذر. وسادسهم اخى محمد (ص) خير البشر حيث ذهب إلى الغار ونومني على فراشه فان قال قائل: انه ذهب إلى الغار لغير خوف فقد كفر والا فالوصي أعذر. فقام اليه الناس بأجمعهم فقالوا: يا أمير المؤمنين قد علمنا ان القول قولك ونحن المذنبون التائبون، وقد عذرك الله.
106 (14) ك 256 - سليم بن قيس الهلالي في كتابه قال: كنا جلوسا حول أمير المؤمنين على ابن أبي طالب (ع) وحوله جماعة من أصحابه فقال له قائل: يا أمير المؤمنين لو استنفرت الناس فقام وخطب إلى أن قال: فقال ابن قيس: وغضب من قوله فما منعك يا بن أبي طالب حين بويع أبو بكر أخو تيم وأخو بنى عدى بن كعب وأخو بني أمية بعدهم ان تقاتل وتضرب بسيفك إلى أن قال:
فقال (ع): يا بن قيس اسمع الجواب لم يمنعني من ذلك الجبن ولا كراهة للقاء ربى