بأعلم من السائل ولكن لذلك علامات وامارات وهنات يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل فإن شئت أنبأتك بها فقال نعم يا أمير المؤمنين فقال علي عليه السلام احفظ فان علامة ذلك إذا أمات الناس الصلوات وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكذب وأكلوا الربا واخذوا الرشا وشيدوا البنيان وباعوا الدين بالدنيا واستعملوا السفهاء وشاوروا النساء وقطعوا الأرحام واتبعوا الأهواء واستخفوا بالدماء وكان العلم ضعيفا والظلم فخرا وكانت الأمراء فجرة والوزراء ظلمة والعرفاء خونة والقراء فسقة وظهرت شهادة الزور واستعلن الفجور وقول البهتان والاثم والطغيان وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وطولت المنائر وأكرم الأشرار وازدحمت الصفوف واختلفت القلوب ونقضت العهود واقترب الموعود وشاركت النساء أزواجهن في التجارة حرصا على الدنيا وعلت أصوات الفساق واستمع منهم وكان زعيم القوم أرذلهم واتقى الفاجر مخافة شره وصدق الكاذب وائتمن الخائن واتخذت المقنيات (المغنيات - ظ) والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها وركب ذوات الفروج السروج وتشبه السناء بالرجال والرجال بالنساء وشهد الشاهد من غير أن يستشهد وشهد الاخر قضاء لذمام بغير حق عرفه وتفقه لغير الدين وآثروا عمل الدنيا على عمل الآخرة ولبسوا جلود الضأن على قلوب الذئاب وقلوبهم أنتن من الجيفة وأمر من الصبر فعند ذلك الوحا الوحا العجل العجل الخبر.
996 (35) مكارم الاخلاق 449 - في وصية النبي صلى الله عليه وآله لابن مسعود يا ابن مسعود سيأتي من بعدي أقوام يأكلون طيبات الطعام وألوانها ويركبون الدواب ويتزينون بزينة المرأة لزوجها ويتبرجون تبرج النساء وزيهم مثل زي الملوك الجبابرة هم منافقو هذه الأمة في آخر الزمان شاربو القهوات لاعبون بالكعاب راكبون الشهوات تاركون الجماعات راقدون عن العتمات مفرطون في الغدوات يقول الله تعالى (فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا) يا ابن مسعود مثلهم مثل الدفلى زهرتها حسنة وطعمها مر كلامهم الحكمة وأعمالهم داء لا تقبل الدواء (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها)