يا ابن مسعود ما ينفع من يتنعم في الدنيا إذا أخلد في النار (يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون) يبنون الدور ويشيدون القصور ويزخرفون المساجد ليست همتهم الا الدنيا عاكفون عليها معتمدون فيها آلهتم بطونهم قال الله تعالى (وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين فاتقوا الله وأطيعون) وقال الله تعالى (أفرأيت من اتخذ الهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه) إلى قوله (افلا تذكرون) وما هو الا منافق جعل دينه هواه وإلهه بطنه كل ما اشتهى من الحلال والحرام لم يمتنع منه قال الله تعالى (وفرحوا بالحياة الدنيا وما الحياة الدنيا في الآخرة الا متاع).
يا بن مسعود محاريبهم نساءهم وشرفهم الدراهم والدنانير وهمتهم بطونهم أولئك هم شر الأشرار الفتنة منهم واليهم تعود يا بن مسعود اقرأ قول الله تعالى (أفرأيت ان متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون.
يا ابن مسعود أجسادهم لا تشبع وقلوبهم لا تخشع يا بن مسعود الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء فمن أدرك ذلك الزمان (ممن يظهر - خ) من أعقابكم فلا يسلم عليهم في ناديهم ولا يشيع جنائزهم ولا يعود مرضاهم فإنهم يستنون بسنتكم ويظهرون بدعواكم ويخالفون أفعالكم فيموتون على غير ملتكم أولئك ليسوا منى ولست منهم يا ابن مسعود لا تخافن أحدا غير الله فان الله تعالى يقول (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) ويقول (يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم) إلى قوله (وبئس المصير).
يا ابن مسعود عليهم لعنة منى ومن جميع المرسلين والملائكة المقربين و عليهم غضب الله وسوء الحساب في الدنيا والآخرة وقال الله (لعن الذين كفروا من بنى إسرائيل) إلى قوله (ولكن كثيرا منهم فاسقون).
يا ابن مسعود أولئك يظهرون الحرص الفاحش والحسد الظاهر ويقطعون