ذلك سبب النجاة للمحبين، وموجب وصولهم إليه وإلى آله عليهم السلام كما قال (عليه السلام): من أحب قوما حشر في زمرتهم. وأيضا قال (عليه السلام) المرء مع من أحب. فوجب على من طلب طريق الوصول ومنهج القبول محبة الرسول ومودة أهل بيت البتول، وهذه لا تحصل إلا بمعرفة فضائله وفضائل آله عليهم السلام، وهي موقوفة على معرفة ما ورد فيهم من أخباره (عليه السلام).
ولقد جمعت الأخيار في فضائل العلماء والفقراء أربعينيات كثيرة، ولم يجمع في فضائل أهل البيت إلا قليلا، فلذا - وأنا الفقير الجاني على العلوي الهمداني - أردت أن أجمع في جواهر أخباره ولالي آثاره مما ورد فيهم، مختصرا موسوما بكتاب (المودة في القربى) تبركا بالكلام القديم، كما في مأمولي أن يجعل ذلك وسيلتي إليهم ونجاتي بهم، وطويته على أربع عشرة مودة، والله يعصمني من الخبط والخلل في القول والعمل، ولم يحول قلمي إلى ما لم ينقل، بحق محمد ومن اتبعه من أصحاب الدول).
{15} رواية ابن الصباغ وروى نور الدين علي بن محمد المعروف بابن الصباغ المالكي نزول آية التبليغ في واقعة يوم غدير خم في كتابه (الفصول المهمة) حيث قال:
(روى الإمام أبو الحسن الواحدي في كتابه المسمى بأسباب النزول يرفعه بسنده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: نزلت هذه الآية: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك). يوم غدير خم في علي بن أبي طالب) (1).