أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي بجميع كتاب الكشف والبيان في تفسير القرآن، سمعت عليه من أول الكتاب إلى آخر سورة النساء. وأما من أول سورة المائدة إلى آخر الكتاب فإنه حصل لي بعضه سماعا وبعضه إجازة واختلط السماع بالإجازة، فأنا أقول فيه أخبرنا به إجازة إن لم يكن سماعا، فإذا قلت أخبرنا أحمد بإسناده إلى الثعلبي فهو بهذا الاسناد) (1).
ثم إنه ذكر أسانيد الكتب الأخرى ومنها الصحاح والمسانيد.
وقال أبو محمد محمد بن محمد الأمير في (رسالة أسانيده): (تفسير الثعلبي وسائر مؤلفاته بسند صاحب المنح من طريق ابن البخاري عن منصور بن عبد المنعم بن عمر الصفار والمؤيد بن محمد الطريثي كلهم عن أبي محمد العباس بن محمد بن أبي منصور الطوسي عن أبي سعيد بن محمد عن أبي إسحاق أحمد بن محمد النيسابوري الثعلبي وهو لقب وليس بنسب توفي سنة 427) (2).
اعتماد القوم على تفسير الثعلبي ولقد كثر نقل علماء القوم عن تفسير الثعلبي وغيره من مؤلفاته واستشهادهم برواياته واعتمادهم عليها، ونحن نذكر موارد من ذلك من باب التمثيل:
قال القرطبي بتفسير قوله تعالى: [وقرن في بيوتكن]: (ذكر الثعلبي وغيره أن عائشة رضي الله عنها كانت إذا قرأت هذه الآية تبكي حتى تبل خمارها وذكر أن سودة قيل لها: لم لا تحجين ولا تعتمرين كما تفعل أخواتك؟ فقالت:
قد حججت واعتمرت وأمرني الله أن أقر في بيتي. قال الراوي: فوالله ما خرجت